الإسلام جاء لإكرام الإنسان أياً كان، قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }التين-4، ونهى عن إهانة الآخرين واستثارة مشاعرهم
العدوانية {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ }الأنعام-108، وخص أهل الكتاب بمزيد عناية {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ
الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }العنكبوت-46، {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ }آل عمران-64
ونهى عن إيذاء المعاهدين الذين يعيشون في رعاية الدولة الإسلامية، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما
بل أمر بالإحسان إلى المحسنين منهم، قال الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة-8
ولكن المقصود من الحديث إظهار عزة الإسلام في وقت اضطهاد الآخرين للمسلمين، ولا تجوز إهانة الذمي، الذي لا يتعرض للمسلمين
بأذية
وقد ذهب بعض العلماء أن هذا الحديث له سبب خاص، كما نقله ابن القيم فقال
"هذا كان في قضية خاصة لما ساروا إلى بني قريظة بعد أن نقضوا العهد ووقفوا إلى جانب الكفار للقضاء على المسلمين قال: "لا تبدأوهم
بالسلام" فهل هذا حكم عام لأهل الذمة "أهل الكتاب" أم يختص بمن كانت حاله بمثل حال أولئك "بنو قريظة"؟ هذا موضع نظر
ويؤيد ذلك ما رواه أبو عبدالرحمن الجهني عن أبي بصرة -رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-: (إني راكب غدا إلى
يهود، فمن انطلق منكم معي فلا تبدأوهم بالسلام فإن سلموا عليكم فقولوا: وعليكم)
اذن هذا الحديث له موقف وسبب وهو خيانة اليهود له ويوجد حديث اخر وهو
أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليك ، قال : ( وعليكم ) . فقالت عائشة : السام عليكم ، ولعنكم الله وغضب عليكم ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مهلا يا عائشة ، عليك بالرفق ، وإياك والعنف ، أو الفحش ) . قالت : أولم تسمع ما قالوا ؟ قال
( أو لم تسمعي ما قلت ، رددت عليهم ، فيستجاب لي فيهم ، ولا يستجاب لهم في ) .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6401خلاصة الدرجة: [صحيح]
وهذا الحديث ايضا
إذا سلم عليكم اليهود ، فإنما يقول أحدهم : السام عليك ، فقل : وعليك
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6257خلاصة الدرجة: [صحيح]
وحديث اخر وهو
جاء رجل من أهل الكتاب فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال السام عليكم فقال عمر يا رسول الله ألا أضرب عنقه قال لا
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/44خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح
والله اعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق